سها جادالله
مايا زياد خليل ايقونة السباحة الفلسطينية ،وسمكتها التي تغوص بكل اريحية ، قاطعة المسافات محطمة للارقام الشخصية لها في سبيل تقدمها وتطورها في رياضة السباحة التي اضحت عشقها الاكبر ، فكانت دوما الاولى بكل السباقات التي تشارك فيها
زهرة فلسطين تقف شامخة على منصات التتويج ،متوجة بالميداليات الذهبية حاصدة العدد الاكبر من الميداليات ، كل ذلك لم ياتي من فراغ بل بعد جهد وتدريب من قبل مدرستها ودعم ومساندة اهلها في كل شيء.
رغم أنها لم تتجاوز من العمر (11 عاماَ)، لكنها حققت الكثير من النجاحات ، فحملت لقب بطولة فلسطين للسباحة 3 مرات على التوالي، وفي سجلها فوز بسباقات سباحة حرة 50 متراً بزمن 35.34 ثانية، وسباحة فراشة 50 متراً بزمن 44.41 ثانية، وسباحة صدر 50 متراً بزمن 47:30 ثانية، وسباحة صدر 100 متر بزمن 1:47 دقيقة.
تمكنت خليل من إحراز 14 ميدالية ذهبية، بعد احتلالها صدارة مسابقات وبطولات السباحة التي شاركت بها على مستوى محافظات الوطن والأندية، رغم أنها كانت تتنافس مع سبّاحات يكبرنها سنا في بعض المنافسات.
مايا بدأت بالنزول إلى حمامات السباحة وهي لم تتجاوز الخامسة، وأشرف والدها بادئ الأمر على تعليمها بعض الأساسيات حين كانت العائلة تقطن في أبو ظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة.
وهناك وقبل العودة إلى فلسطين، لفتت الأنظار بسرعتها وقوتها، وأحرزت عددا من الميداليات الذهبية في بطولات المدارس الخاصة، وفي بطولات أبو ظبي لمدارس المرحلة الأساسية.
اليوم، تخضع الطفلة خليل داخل أحد النوادي بمدينة رام الله، لتدريبات مكثفة لمدة ساعتين وعلى مدار خمسة أيام أسبوعياً، لتأهيلها للمنافسة عربياً ودولياً في هذه الرياضة بكسر أرقامها السابقة، إذ تفصلها عن الوصول إلى الرقم القياسي الأولمبي 8 ثوان فقط.
وكسائر الرياضيين تؤكد الطفلة مايا أن حلمها الأكبر هو تمثيل فلسطين في البطولات الاقليمية والدولية، ليس لرفع علم فقط، وإنما للصعود على منصات التتويج ، مشيرة الى انها كانت تحلم بتمثيل فلسطين و عمرها ٦ سنوات.
الهدف الذي تبحث عن الوصول إليه مايا ، هو المشاركة في أولمبياد 2024 التي ستقام في العاصمة الفرنسية باريس، حينها ستبلغ 16 عاماً ما يسمح لها بالمشاركة، وتمثيل فلسطين في المحفل الرياضي الأكبر.
يشرف على تدريب مايا خليل حاليا رائد ميلاد في جمعية الشبان المسيحية بمدينة رام الله، والذي يسعى من خلال التدريبات المكثفة العمل على تحسين أرقامها في المسافات التي تشارك بها، وتحضيرها للمشاركات الخارجية في المستقبل القريب، كما يشرف المدرب باسل قطامش من نادي بال فت على تدريبات القوة و التحمل البدنية.
واضافت مايا : السباحة والرياضة مهمشتان ليس عند المدارس فقط ولكن عند الأندية في رام الله ووجود سباحين يمثلون رام الله في البطولات ضعيف جدا . وليس كل نادي مرخص او كل مدرب معتمد ، مشيرة الى ان المدربون الحاليين جيدين و لكن يلزمهم التطوير و المتابعة لاخر تطورات الرياضة و أساليب التدريب.
وتابعت ،اذا أردنا ان نصل العالمية يجب ان تكون هناك منهجية تدريب و خطة عمل واضحة بالاضافة مكان التدريب ، ومعسكرات تدريبية ، ودعم فني و حتى اخصائي تغذية ، واذا اشتغلنا على الجيل بإعمار صغيرة أكيد سوف نحقق نتائج باهرة. ” فلاشيء مستحيل اذا حاولنا ”
ولعل أكبر المشجعين والداعمين لمايا في السباحة، والدها زياد خليل إضافة إلى والدتها، اللذين يرافقانها أينما حلت، ويوفران لها الدعم المطلوب للمشاركة في البطولات المحلية.
وأوضح خليل ، أن طفلته تعشق لعبة الجمباز، لكنها توجهت نحو السباحة بسبب الظروف الموجودة في فلسطين، وعدم توفر الأدوات المطلوبة والأجهزة اللازمة لممارسة رياضة الجمباز شبه المغيبة.
ولفت إلى أن أكبر ما تعانيه مايا يتمثل في غياب الدعم والاهتمام بالفئات الناشئة، خاصة في المدارس، رغم أن التنشئة الحقيقية للرياضيين تكون في المدارس التي هي الأساس في تكوين الرياضي وصقل موهبته، إضافة إلى غياب اهتمام الأندية بهذه الرياضة خاصة لفئة الناشئين، وقلة المسابح الأولمبية في فلسطين للتدريب، والنقص الكبير في المرافق وأماكن التدريب ومشكلة “المنصة العالمية” و”القفزة الأولمبية” إلى المسبح، توقيتها وأساسياتها.
وتمنى خليل أن تحصل المواهب الناشئة في رياضة السباحة على الدعم المحلي من قبل المسؤولين والقائمين على هذه الرياضة، واهتمام اللجنة الأولمبية، والعمل على استغلال هذه المواهب منذ الصغر واشتراكها في معسكرات تدريبة محليا وخارجيًا لتكون قادرة على تمثيل فلسطين في المنافسات العالمية واحراز نتائج إيجابية وليس المشاركة فقط، وان يكثف فريق الناشئين مشاركته محليا وعربيا وان لا تقتصر المنافسة على بطولة واحدة سنويا.
وأعرب عن ثقته بقدرة طفلته على التطور الكبير وتحقيق النتائج المرجوة، إذا تم توفير الدعم المالي والمعنوي لها، في ظل ما تحققه من أرقام ونتائج ملفتة في مختلف مشاركاتها المحلية، شاكرا مدربها على ما يقدمه لها خلال التدريبات المكثفة التي تخوضها معظم أيام الأسبوع.